المسجد العباسي

تطورت الحياة و اتسعت رقعة المدينة و ازداد عدد السكان فلم يعد مسجد واحد ( الجامع التوفيقي) فى بورسعيد يفي باحتياجات أهلها من المسلمين فكان من الضروري بناء مسجد آخر فقرر ديوان الأوقاف أنشاء مسجد آخر فى بورسعيد سنة 1898
حسبما ذكر بجريده المقطم الصادرة 21 ديسمبر 1898 و كما ذكرت الباحثة وفاء عبد المتجلي فى رسالتها ( بأنة لم يشرع فى بناء هذا المسجد مما أدى إلى ارتفاع شكوى الأهالي الذين باتوا لزيادة عددهم فى حاجه شديدة لأكثر من مسجد حيث قارب عددهم على ثلاثين ألف مسلم يقضى اغلبهم فريضة الجمعة على قارعة الطريق متحملين حرارة الشمس لذلك اصدر الخديوي عباس حلمي الثاني أوامره إلى ديوان الأوقاف ببناء مسجد تخصص له أرض تبلغ مساحتها أربعة آلاف متر مربع و أرسلت الأوقاف المهندسين لمباشرة العمل و إنجازه إلا أنه للأسف صمم هؤلاء المهندسون المسجد على عشر الأرض التي كانت معده لبناء المسجد بل اخذوا بعضا من ذلك العشر و أخرجوه عن المسجد و بنوا علية سورا حديديا جعلت الأوقاف منه حوشا سماويا لا سقف له إلا السماء و لا يستطيع المصلون أن يصلوا فى زمن الشتاء إذا كان المسجد مقفلا بل رأت أبطال نفعه فملأته بالرمال كما جاء بمجلة الظاهر فى عددها 112 الصادرة فى31 مارس 1904)
فى يوليو سنة 1905 م - 1322 هـ تم الاحتفال بافتتاح الجامع العباسي ( نسبة إلى الخديوي عباس حلمي الثاني ) و ذلك بحضور مدير الأوقاف و محافظ القنال محمد محب باشا و قاضي بورسعيد الشرعي و كبار رجال الإدارة فى بورسعيد و الأعيان و بعض ممثلي وكلاء قناصل الدول و كبار موظفي شركة القنال و علماء و أعيان مديريات دمياط و الدقهلية و الشرقية و قام الخديوي عباس حلمي الثاني بتعيين الشيخ عبد الفتاح الجمل كأول أمام للمسجد العباسي و قام بألقاء خطبة افتتاح المسجد و بعد الصلاة وزعت الحلوى و انصرف المصلون مبتهجين داعين للخديوي عباس حلمي الثاني بطول البقاء و دوام السعد
ويمثل المسجد العباسي حقبة تاريخية معمارية مميزة حيث أقامه الخديوي عباس ضمن 102 مسجد علي هذا الطراز في مختلف المحافظات.
وعن تاريخ المسجد ووصفه أوضح فوزي قطب مدير عام آثار الإسماعيلية بأن المسجد عبارة عن بناء مستطيل مساحته 26X 15 متر مبنى من الحجر الجيري، ويبلغ ارتفاعه 9 أمتار، وينتهي بشرفات حجرية على شكل ورقات نباتية، ويكمل بأن المسجد يعتبر تحفة معمارية رائعة ويمثل إحياء للعمارة المملوكية من جميع العناصر والمعمارية والزخرفية، كما يميز المسجد مئذنة من أهم المآذن فى العمارة الإسلامية حيث تشمل على جميع العناصر المعمارية والزخرفية وهى تحمل الطراز المملوكي فى الشكل العام والكتابات.
وأكد أنه خلال أعمال الترميم تم الكشف عن كتابات بالخط الثلث داخل "بانوهات" تحمل أبيات من قصيدة نهج البردة للبصيري تبدأ "امن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعا جرى من مقلة بدم"، كما يميز المسجد العباسي السقف الخشبي وهو عبارة عن ألواح خشبية مزخرفة بزخارف الأرابيسك والتي لم يمتد إليها يد التعديل، ويوجد أيضا على المنبر الخشبي كتابات بالخط الثلث مطعمة بمادة العاج
و للمسجد مواقف وطنية عديدة منذ سنة ) 1919 اعتقال سعد زغلول ورفاقه ونفيهم إلى جزيرة مالطة عن طريق بورسعيد )
كما كان المسجد يعد نقطة انطلاق المقاومة الشعبية ضد الانجليز قبل ثورة 1952، وأثناء العدوان الثلاثي، وبعد 67 وحتى انتصار أكتوبر 73، حيث كان يعد ملاذا للثوار وللمقاومة الشعبية، كما أنه كانت تجرى به اجتماعات الفدائيين.
هذا و يشتهر فناء المسجد العباسي بتلك الشجرة المسماة بشجره “دقن الباشا” والتي يفوح عطرها فى الربيع من كل عام

الصور


logo

تواصل معنا

شارع 23 يوليو أمام ميدان الشهداء

066-3261209

dts@portsaid.gov.eg