رمضان فى بورسعيد فى الستينات

رمضان بورسعيد في الستينيات
أول ما يطالعنا في هذا الشهر الكريم هو رؤيا الهلال و موكب الرؤيا و هو من العادات الموروثة
موكب الرؤيا الذي يطوف بشوارع المدينة الرئيسية يتقدمه بوليس الدراجات البخارية ثم السواري و الخيالة ثم المشاة و مندوب المشيخة الصوفية يرافقه احد المسئولين ثم مشايخ الطرق على اختلافها بأعلامها مهللة بقدوم الشهر الكريم يأتي خلفها بقية الأجهزة الحكومية من مطافي و خلافة و أمام الموكب تعزف فرق الموسيقى و ينتهي المسير أمام مبنى المحافظة فيستقبله المحافظ و كبار رجال الحكومة وبعد أن تتلى الفاتحة و الدعوات ينتقلون إلى صالة المحافظة الداخلية حيث تلقى كلمة بهذه المناسبة إلى أن يأتي خبر ثبوت الرؤية و عندما تثبت الرؤيا يهلل الجميع فرحا و يتبادلون التهنئة
بعد ذلك تعال معي لنأخذ جولة في شوارع بورسعيد العامرة في رمضان
نبدأ بتجار الياميش و هم يصفون الأجولة و يضعون عليها الأسعار لكل كيلو من لوز و بندق و جوز و قمر الدين و غيرها فكنا نذهب كي نشتري الياميش سواء من التجار أو الجمعيات الاستهلاكية
محلات الجزارة تفتح في جميع أيام الأسبوع و يذبح الضأن في هذا الشهر و تكثر نسبة الذبح
ودائما كان شهر رمضان موسم لباعة الفول المدمس و اللبن الزبادي و الجبن و الخيار و الكنافة و القطايف و الطرشي أيضا كان يعتبر الطبق الرئيسي على كل مائدة لفتح الشهية
كل محل من المحلات يتفنن في استنباط هندسة خاصة للسبيل فهذا سبيل على شكل مدرج مرصوص علية القلل القناوي المملوءة بالماء مضافا إلية ماء الورد و مزين بصور الرئيس و الآيات القرآنية و يتم تعيين مخصوص له لمليء هذه القلل و نظافتها مع تقديم طبق به تمور للصائمين
ثم ننطلق في شارع الحميدي شارع الخيرات شارع الحلو و الحادق و الصابح و البايت و الطازه و الفايت الكل يستعد , معلمو القطايف و الكنافة يبنون الأفران و يقيمون السرادقات استعداد لتقديم صينية شهر رمضان المفضلة بالرغم من غلاء الحشو الداخلي و لكن لابد من تقديمها ,كالعادة التي أخذت من الأجداد حيث كانت تتكلف في الماضي 7 صاغ أما الآن خمسين و ستين قرش
و غالبا ما كنا نشتري الكنافة و هي ساخنة نذهب مسرعين إلى المنزل لتجهيز صينية الكنافة و حشوها بالمكسرات و إغراقها في السمن البلدي ثم يتم إرسالها إلى الفرن البلدي لتسويتها بعد عمل علامة مميزه بها من الخارج كي يسهل التعرف عليها
المساجد عامرة بأهالي المدينة يستمعون إلى الدرس قبل الإفطار
مدفع الإفطار على وشك الانطلاق الجميع يسعون إلى منازلهم ماعدا الأطفال الذين يسعون بدورهم إلى ميدان مدفع الإفطار لرؤية لهيبة و هو ينطلق حتى إذا كان التوقيت و أنطلق انطلقت الحناجر الصغيرة مردده كلمة واحدة (هييييييييييه) و هذا منتهى السعادة لهم و يتجه الصائمون للإفطار
بورسعيد فى رمضان تكسى بحلة من الزينات على المنازل و فوق المحلات و من فوق المآذن و بين ثنايا دروب المدينة فنجدها كالعروس يوم زفافها فالكل يحاول تجميل ما يخصه في المدينة حتى الأطفال تجدهم مجموعات و معهم الفوانيس الملونة و أمامهم المنشد الذي يردد وحوي يا وحوي (الحواء ) و الباقي يردون علية و هذه عادة أخذت من الفاطميين حيث كانت العائلات تتزاور ليلا و أمام كل أسرة يخرج خادم يحمل فانوسا لإضاءة الطريق و ظلت هذه العادة و اختص بها الأطفال فيما بعد حيث يخرجون للزيارة مع جمع حصيلة من الحلوى و النقل (الياميش) تسهم في إسعادهم و حتى يستكمل الشهر رونقه
تحتفل المحافظة بهذا الشهر المبارك فتدعوا كافة القطاعات إلى وضع برامج مخصصة لهذا الشهر الكريم فكل يوم محاضرات دينية و ثقافية في الأندية بخلاف الندوات و العروض السينمائية في الأحياء الشعبية كمان كان هناك عروض مسرحية على مسرح مدرسة بورسعيد الثانوية للبنات كما كانت تستضيف المحافظة 3 فرق من فرق القاهرة ( تمثيلية و مسرحية و استعراضية ) هذا بخلاف موائد الإفطار الرمضانية
كما كان يتميز الشهر الكريم في بورسعيد بليالي السمسميه حيث يسهر الشباب لينشدوا أغاني السمسميه الشعبية و يسيروا فى شارع الحميدي و شوارع المدينة
و يحضر من المنزلة و المطرية فرق المزمار البلدي التي تطوف المدينة و تجلس على المقاهي حيث تقوم بالعزف و الطبل ثم تقوم بتجميع النقطة و تستمر في التنقل بين المقاهي طوال فترة الليل
و يستمر الحال هكذا كل ليلة إلى أن تهل علينا ليلة العيد

الصور


logo

تواصل معنا

شارع 23 يوليو أمام ميدان الشهداء

066-3261209

dts@portsaid.gov.eg